مساء يوم الخميس 22/ 4/ 2021 وفي اليوم ذاته الذي خُطف فيه صاحبا النيافة والسيادة مطراني حلب مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، أقيمت أمسية للصلاة على نية عودتها إلى أبرشيتهما في كاتدرائية مار أفرام السرياني بالسليمانية بحلب، بحضور رؤساء الكنائس في حلب وممثليهم وكهنة ورهبان وراهبات من مختلف الكنائس وجمع كبير من المؤمنين.
وتضمنت الأمسية قراءات من الكتاب المقدس وقراءة للبيان المشترك الصادر عن بطريركيتي أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس، وطلبات وفيديو عن الرجاء في فكر المطرانين المغيبين.
وقد رحب نيافة الحبر الجليل مار بطرس قسيس، المعاون البطريركي والمعتمد البطريركي بحلب، بالحضور الكريم بهذه الكلمات:
السادة رؤساء الكنائس في حلب
الآباء الكهنة والرهبان والراهبات
الشعب المؤمن
نشكركم لحضوركم بيننا في هذا اليوم ووقوفكم معنا في حدث مؤلم ومحزن، ألا وهو مرور ثمان أعوام على خطف أخوتنا مطارنة حلب مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، واستشهاد الشماس فتح الله كبود برصاصات الغدر والحقد.
معنا تصلي ملائكة السماء ويتشفع بنا قديسو الله، حيث تجتمع كنيسة المسيح، بروح المسيح، لتصلّي لخدام المسيح، بقلوب تملؤها الإيمان وعقول يزينها الرجاء.
في مثل هذه الساعات تم تغييبهما وإلغاء وجودهما الجسدي الزمني، من دون أن يستطيع خاطفهما أن يلغي دورهما وتأثيرهما وحضورهما الروحي.
لم نعد نسأل أين هما! وهو السؤال الذي طرحناه على مدى أعوام ثمانية خلت. لأن الجواب بلسانيهما: لماذا تطلباننا، ألم تعلموا أننا ينبغي أن نكون فيما لأبينا السماوي. فمع المسيح هناك أفضل.
لا نسأل اليوم كيف هما! لأننا موقنون أنهما محفوظون بعناية الرب الإله القدير: لأنه يوصي ملائكته بك ليحفظوك في كل طرقك على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك. ومن يمسكم يمس حدقة عينه يقول الرب.
لن ندخل في تجربة الحكم عن مصيرهما كما يحاول الكثيرون جرنا إلى هذا الموقف. فلسان حالهما يقول أن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح. فإن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن.
اليوم، آباؤنا المطارنة المغيبون هم من يسألنا: كيف نحن؟ كيف نعيش؟ أي روح يسكن بنا؟ وهل نحن مستعدون للإجابة عن سبب الرجاء الذي فينا؟
هذا الرجاء الذي يجعلنا أٌقوياء في وجه الضيقات والتجارب. بالمسيح ربنا الذي بشرنا أنه في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم.
نعم لقد غلب المسيح روح العالم وكسر سلطان الموت ناقضاً ولاية ابليس. ويبقي علينا أن نمسك بيده كي نستمر ونبقى ونغلب.
أباؤنا المطارنة المغيبون، والكهنة، وكل المخطوفون هم راية لنا. تتقدمنا في تحمل الصعاب والضيقات. فكل يوم خطف هو موت حقيقي. فلنصل لهم جميعاً ولنطلب بقلوب ملؤها الأمل والرجاء من أجلهم.
ليتقبل الرب الإله صلواتنا وتضرعاتنا. وليفرحنا جميعاً بعودة صاحبي النيافة والآباء الكهنة، وبتحرير باقي أجزاء سورية وبعودة الأمن والاستقرار لبلدنا. آمين.