(نقلاً عن شام برس ـ حلب) :
أكد نيافة المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس بحلب أن عناصر غريبة من خارج سورية أججت النيران في الشارع السوري مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في تفعيل الأزمة، وشدد المطران على أن : ” أي تدخل خارجي في سورية ستكون نتائجه وخيمة “، حيث أنه إما سيؤدي إلى التقسيم التي تتغنى به بعض الأطراف أو إلى حرب أهلية فعلية ستغذيها هذه التدخلات من أجل خراب الوطن.
وبيّن المطران خلال العرض الذي قدمه في الجلسة المخصصة لأوضاع الكنائس في أنحاء العالم التي تندرج ضمن أعمال المنتدى المسيحي العالمي الذي أقيم في روما واختتمت فعالياته يوم أمس الأول، بأن ارتفاع سقف المطالبة من الحريات العامة والديمقراطية واقتلاع الفساد والإصلاحات قد تحوّل إلى حالات شاذة منها القمع والقتل والعنف، تلك الأمور التي لم يتوقع أحد حدوثها في سورية، مشيراً إلى أن سورية آمنت في كل تاريخها بالسلم المدني واعتبرت أن الحوار هو الأداة الوحيدة لتحقيق ما يصبو إليه المواطنون. وعن أسباب الأحداث التي يشهدها الشارع السوري راهناً قال إبراهيم : “بالتأكيد أن عناصر غريبة من خارج هذا الوطن أججت النيران في الشارع السوري، كما لعب الإعلام العربي والأجنبي دوراً سلبياً من خلال تشويه الصورة التي تعيشها سورية، فاليوم قسّم الإعلام المواطنين إلى معارضة وموالاة، وهذه ليست حقيقة، لأن كل السوريين يقفون مع الإصلاحات والحريات العامة وكلّهم يؤمنون بأن الحل السياسي هو الأهم في وضع حد لما يجري على أرض الوطن، وكلهم يؤمنون أيضاً بأن التدخل الخارجي سيكون مأساة على سورية، فأي جيش من الجيوش يدخل إلى سورية ستكون نتائجه وخيمة، فإما أن يؤدي وجوده إلى التقسيم التي تتغنى به بعض الأطراف، أو إلى حرب أهلية فعلية بين أطراف ستشجعها هذه التدخلات من أجل خراب الوطن “. وتمنى المطران في كلمته بأن تساهم الدول العربية والأجنبية في تفعيل الحوار بين جميع الأطراف وتشجيع مسيرة العمل المشترك من أجل خير ومستقبل الوطن، منوهاً بأن سورية علّمت العالم معاني التعددية بكل أبعادها والحضارة، في حين يعمل أعدائها على تشويه هذه الصفحة الناصعة.
كما شرح رئيس طائفة السريان الأرثوذكس بحلب وكيف انطلقت المسيحية من سورية إلى كل أنحاء العالم : ” فقبل أن يعرف الغرب المسيحية كانت التعاليم المسيحية قد انتشرت في سورية الطبيعية، وتأسست أبرشيات ظهر فيها علماء وأدباء وشعراء ما زالت أثارهم الفكرية تشيد بالمكانة الرفيعة لسورية في العالم “. وعن العلاقات بين الأديان والمذاهب قال إبراهيم: “إن الحركة المسكونية طبعت بصمة خالدة في حياة كل الكنائس وأصبحت سمة ملتصقة بتاريخها المعاصر، وسورية كانت ومازالت الأنموذج الحي للعمل المشترك بين المسلمين والمسيحيين فهم يتقاسمون مكاسب الوطن ويعملون يداً بيد من أجل ازدهاره وتقدمه في كل مجالات الحياة وكل المواطنين يفتخرون بانتمائهم الحقيقي للوطن ويقدمون أنفسهم لكل الدول المجاورة قدوة في العيش معا تحت سقف الوطن “.