(نقلاً عن صحيفة الوطن) :
أكد المطران يوحنا إبراهيم، رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب، في اجتماعات المنتدى المسيحي العالمي في روما أن سورية علّمت العالم الحضارة و” معاني التعددية ” بكل أبعادها، وشدد على أن كل السوريين يقفون مع الإصلاحات والحريات العامة ويؤمنون بالحل السياسي سبيلاً لوضع حد لما يجري على أرض الوطن. وأوضح إبراهيم، خلال الجلسة المخصصة لأوضاع الكنائس في العالم في عرضه التاريخي عن الحضور المسيحي في الشرق بصورة عامة وفي سورية خاصة، وتلقت ” الوطن ” نسخة منه عبر البريد الإلكتروني، أن سورية كانت ومازالت الأنموذج الحي للعمل المشترك بين المسلمين والمسيحيين ” الذين يتقاسمون مكاسب الوطن ويعملون يداً بيد من أجل ازدهاره وتقدمه في كل مجالات الحياة وخاصة أن المناسبات الدينية أخذت طابعاً وطنياً وكل المواطنين يفتخرون بانتمائهم الحقيقي للوطن ويقدمون أنفسهم لكل الدول المجاورة قدوّة في العيش معاً تحت سقف الوطن “.
وعن الأحداث الجارية في سورية راهناً، بيَّن نيافته أن ارتفاع سقف المطالبة بالحريات العامة والديمقراطية واقتلاع الفساد والإصلاحات ” تحوّل إلى حالات شاذة منها القمع والقتل والعنف، وهو ما لم يتوقعه أحد، فسورية آمنت في كل تاريخها بالسلم المدني واعتبرت أن الحوار هو الأداة الوحيدة لتحقيق ما يصبو إليه المواطنون، وهناك عناصر غريبة من خارج هذا الوطن أججت النيران في الشارع السوري ولعب الإعلام العربي والأجنبي دوراً سلبياً من خلال تشويه الصورة التي تعيشها سورية، فاليوم قسّم الإعلام المواطنين إلى معارضة وموالاة، وهذه ليست حقيقة لأن كل السوريين يقفون مع الإصلاحات والحريات العامة وكلّهم يؤمنون بأن الحل السياسي هو الأهم في وضع حد لما يجري على أرض الوطن، وكلهم أيضاً يؤمنون بأن التدخل الخارجي سيكون مأساة على سورية فأي نوع من الجيوش يدخل إلى سورية ستكون نتائجه وخيمة فإما أن يؤدي وجوده إلى التقسيم الذي تتغنى به بعض الأطراف أو إلى حرب أهلية فعلية بين أطراف ستشجعها هذه التدخلات من أجل خراب الوطن “.
وتمنى المطران إبراهيم بأن تساهم الدول العربية والأجنبية في ” تفعيل الحوار بين كل الأطراف وتشجيع مسيرة العمل المشترك من أجل خير ومستقبل الوطن، فسورية علّمت العالم معاني التعددية بكل أبعادها والحضارة وأعداء سورية يعملون اليوم على تشويه هذه الصفحة “. واستعرض إبراهيم أبعاد الحضور المسيحي ماضياً وحاضراً في الشرق وكيف انطلقت المسيحية من سورية إلى كل أنحاء العالم : ” فقبل أن يعرف الغرب المسيحية كانت التعاليم المسيحية قد انتشرت في سورية الطبيعية، وتأسست أبرشيات ظهر فيها علماء وأدباء وشعراء مازالت آثارهم الفكرية تشيد بالمكانة الرفيعة لسورية في العالم “، وعن العلاقات بين الأديان والمذاهب قال : ” الحركة المسكونية طبعت بصمة خالدة في حياة كل الكنائس وأصبحت سمة ملتصقة بتاريخها المعاصر “.