تجدون أدناه المنشور البطريركي الذي أصدره قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني:
العـدد: 404/2021
ܒܫܡ ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܐܠܨܝ ܐܝܬܘܬܐ ܕܟܠ ܐܚܝܕ
ܐܝܓܢܛܝܘܣ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ̇ ܡܕܢܚܐ
ܘܪܝܫܐ ܓܘܢܝܐ ܕܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܪܬܕܘܟܣܝܬܐ ܕܒܟܠܗ̇ ܬܒܝܠ
ܕܗܘ ܐܦܪܝܡ ܬܪܝܢܐ ܡ̄
نهدي البركة الرسولية والأدعية الخيرية إلى إخوتنا الأجلاء أصحاب النيافة المطارنة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الروحيين نواب الأبرشيات والخوارنة والقسوس والرهبان والراهبات والشمامسة الموقرين والشماسات الفاضلات، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي المكرّمين، شملتهم العناية الربّانية بشفاعة السيّدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقدّيسين، آمين.
بعد تفقّد خواطركم العزيزة، وإهدائكم البركة الرسولية والأدعية الخيرية، نقول:
كنّا قد ناقشنا في جلسات المجمع المقدّس الذي عقدناه في مقرّنا البطريركي في العطشانة بلبنان من 22 ولغاية 26 حزيران 2021، مواضيع رعوية وطقسية واجتماعية وروحية عديدة، تهمّ أبناء كنيستنا السريانية الأرثوذكسية وتصبّ في مصلحتهم.
ومع ورود طلبات متكرّرة من أبنائنا الروحيّين المنتشرين في مختلف أبرشيّاتنا السريانية الأرثوذكسيّة حول العالم، ملتمسين منّا العمل على توحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيدة مع سائر الكنائس، عدنا في مداولات المجمع المقدّس إلى بحث هذا الموضوع. فدرس الآباء جوانب هذا الشأن كافّة، معتمدين على الدراسات العلميّة التي وُضعَت في سبيل تصحيح التقويم اليولياني، خاصّة وأنّ المسألة ليست عقائدية إنّما فلكيّة مرتبطة باعتماد تقويم مصحّح. وكنّا قد أبدينا مرارًا استعداد كنيستنا للاحتفال بعيد القيامة في الموعد الذي تتّفق عليه الكنائس، وذلك منذ المجمع المقدّس الذي انعقد في العام 1981، وقد كرّرنا إعلان استعدادنا هذا في اللقاءات التي جمعتنا برؤساء الكنائس الشقيقة حول العالم.
في هذا المجال، درسنا وآباء المجمع المقدّس اقتراحَيْن: أحدهما هو اعتماد التقويم المصحّح (الغريغوري) في كنيستنا واتّباعه بالكامل في الأعياد الكنسية واحتفالاتها الطقسية، أي أن نعيّد عيد القيامة مع أغلبية الكنائس ومع أبناء كنيستنا في الهند وفي أميركا اللاتينية، فيما يقضي الاقتراح الثاني بالسماح لأبناء كنيستنا في الغرب بالاحتفال بعيد القيامة بحسب التقويم الغربي المصحّح، في حين يستمرّ أبناؤنا في الشرق بالاحتفال به بحسب التقويم الشرقي.
وبعد المناقشات المُسهَبة، وانطلاقًا من إحساسنا الرعوي والأبوي، وامتدادًا للروح المسكونية التي توطّد علاقاتنا مع سائر الكنائس، قرّرنا استمزاج آراء أبناء الكنيسة حول هذا الموضوع. وقد كلّفنا أصحاب النيافة المطارنة الأجلاء العودة إلى أبناء أبرشيّاتهم لموافاتنا بآرائهم وإعداد تقرير واضح ووافٍ بذلك لتقديمه للمجمع المقدّس القادم.
لذا، رأينا أن نكتب إليكم لنعلمكم بهذه التطوّرات ولنحثّكم على التعاون مع أصحاب النيافة في هذا الخصوص، آملين أن نتمكّن في المجمع المقدّس القادم من إصدار القرار المناسب الذي طالما انتظره المؤمنون.
نسأل الله تعالى أن يبارك الجهود التي نتّخذها من أجل تحقيق رغبة ربّنا يسوع المسيح بأن نكون واحدًا (انظر يو 17: 21). كما نضرع إليه أن يحفظكم جميعًا بالصحة والعافية، بشفاعة السيدة القديسة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقديسين، آمين. ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ.
صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق
في السابع والعشرين من شهر تموز سنة ألفين وإحدى وعشرين
وهي السنة الثامنة لبطريركيتنا