راعي الأبرشية يشارك في حفل تأبين الأديب والباحث الراحل محمد قجة

تقديراً لمسيرته الفكرية والأدبية التي أغنت المشهد الثقافي على المستويين المحلي والعربي، أقامت وزارة الثقافة مساء يوم السبت 1/ 6/ 2024 حفل تأبين للأديب الباحث الدكتور محمد قجة الأمين العام الاحتفالية حلب عاصمة الثقافة الاسلامية، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانا مشوح، ومحافظ حلب حسين دياب، وأمين فرع الحزب أحمد منصور، وقائد شرطة المحافظة اللواء ديب مرعي ديب، ورئيس اتحاد الكتاب العرب الأديب محمد الحوراني، وذلك في صالة نقابة الفنانين بحلب .

وأكدت الدكتورة مشوح في كلمتها، أن الدكتور محمد قجة، الباحث والمؤرِّخٍ والكاتب، جمع عمق الثقافة، وغزارة الإنتاج، جاعلاً من عمق سورية الحضاري، وعراقة تاريخها، وغنى تراثها، وفصاحة لسانها العربي وتأصّلها العروبيّ محورَ حياته، ووهبها جلّ عنايته. فحقّ لسورية أن تفاخر به كما حملها إكليل غار وفخار فوق جبينه، وحق له أن تحتفي بذكراه كما احتفى بها أدباً وبحثاً وتأريخاً.

وأضافت الدكتورة مشوح، أن الأديب الراحل أدرك أهمية حفظ التراث العربي الأدبي والتاريخي والموسيقي، وتدوين ألوان من الحياة الاجتماعية والشعبية في مدينة حلب، لإيمانه أولاً بعظمة هذا التراث، وليقينه بأن حفظه وتدوينه وأرشفته إنما يخدم الهوية الوطنية، ويحفظها للأجيال القادمة، زاداً يغذّي انتماءها لوطنها، ويدرأ عنها خطر الذوبان في العولمة، فكان مثالاً يحتذى للمثقف الحق الذي يُقرن القول بالفعل، ويسخر ثقافته ومعارفه وانتاجه لخدمة الإنسان والأوطان، عِشْقُه لأصالة هويته الوطنية، وقناعتُه بعظمةِ منبتِها ورسوخ ِ جذورِها، وإدراكه لعظمة مسؤولياته كمثقف تجاه نفسه التواقة أبداً لمزيد من المعرفة، وكباحث وكاتب تجاه مجتمعه وهويته الوطنية والأجيال القادمة، جعله يكرّس جُلَّ حياته لتوثّيق التراث صوناً له، والتعمّق في دروس التاريخ وعِبره ،بناءً للحاضر، واستشرافاً للمستقبل، فتمَثَّل بذلك المعنى الحقيقي للثقافة التي لا تساوي شيئاً ما لم تكن التزاماً مطلقاً، وبناءً للذات والآخر، وتحصيناً للفكر من آفة التعصب المقيت وإخراجه من دائرة الفردية والتقوقع والانعزال .

وألقى نجل الفقيد الدكتور حسن قجة كلمة أسرة الفقيد عبر خلالها عن شكر أسرة الراحل لوزارة الثقافة ومحافظة حلب، والمعنيين في الشأن الثقافي والأدبي، مضيئاً على بعض جوانب حياته الأسرية المليئة بالنقاء والسلام، مؤكداً أن الحزن لن يقف عائقاً أمام السير بنهجه محباً لمدينته حلب، مكرساً القيم الإنسانية في الحوار واحترام الآخر.

وكان الحفل قد بدأ بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للشيخ أحمد صافي الحلبي، وألقيت كلمات : طلاب الراحل ألقاها الأديب محمد أبو معتوق، كلمة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة حلب ألقاها الدكتور جميل جمول، وكلمة اتحاد الكتاب العرب، ألقاها الدكتور محمد الحوراني وكلمة وفاء ألقاها الدكتور معن صلاح الدين علي، وكلمة المؤسسات الثقافية الأهلية ألقاها الأستاذ محمد الموسى، وكلمة جمعية العاديات ألقاها الأستاذ خير الدين الرفاعي، وكلمة أصدقاء الراحل ألقاها الروائي نبيل سليمان .

وتضمنت الكلمات إضاءات عن حياة الأديب الراحل، وجوانب هامة عن الغنى الفكري والأدبي، والإرث الثقافي الذي تركه في الساحة الثقافية .

وتضمن الحفل عرضاً بصرياً لمسيرة حياة الراحل، وفيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان (محمد قجة : وداعاً).

حضر حفل التأبين رئيسا مجلسي المحافظة والمدينة محمد حجازي ود. معد المدلجي، ومدير الثقافة جابر الساجور، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وعدد من أفراد أسرة الفقيد، وحشد من الأدباء والمفكرين .