قداسة سيدي البطريرك…
دولة الرئيس العماد النائب ميشيل عون…
سماحة المفتي العام الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون…
أصحاب المعالي والسعادة الوزراء والنواب
أصحاب السيادة المطارنة ورؤساء الطوائف المسيحية الأجلاء…
الإخوة والأخوات الأعزاء…
لقد آثر قداسة سيدنا البطريرك المعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للسريان في العالم، أن يشارك حلب مسلمين ومسيحيين ومسؤولين عامة، وسريان حلب بصورة خاصة، في استقبال دولتكم في دار مطرانيتنا السريانية الأرثوذكسية، فحضر من دمشق عاصمة الأمويين، والمقر الرئيس للكرسي الأنطاكي السرياني، بحضور يمتاز معناه بكل العبر الكريمة.
ونحن بدورنا مع أخوتي السادة المطارنة ورؤساء الطوائف الشقيقة بحلب، بل اسمح لنفسي أن أقول حتى باسم سماحة مفتي الجمهورية العام الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون، ووجهاء حلب مسلمين ومسيحيين، ورئيس جامعة الفرات، وممثلي الشعب السوري في مجلس الشعب، والسادة القناصل، نرحب بدولتكم وصحبكم ومرافقيكم أجمل ترحيب.
لقد كنتم القائد السرياني، الماروني، المسيحي، المشرقي، الوطني، المتجذر من تاريخ المنطقة، وكرّستم في حياتكم خطاً سياسياً هو الانفتاح والتواصل والجسر، وأكّدتم لكل المواطنين في هذا الشرق العربي الكبير، مقولة الالتزام بالأرض.
فحلب الشهباء اليوم تستقبلكم، لهذا الفكر النيّر، الذي يدعو إلى المواطنة الصالحة، والعمل الدائم في سبيل خدمة كل المواطنين دون تمييز، وهو يضم كل الانتماءات، والأطياف، والشرائح، والأديان، والمذاهب مع كل الأبعاد الثقافية، والاجتماعية، والروحية، التي تكتنفها عبق الوحدة الوطنية، المنتمية إلى هذا المحيط العربي الكبير.
أريد أن أقول لدولتكم، أننا مؤمنون بانتمائنا، فخورون بعقيدتنا، نُعلن بإيمان صادق فكرنا بالعمل المشترك، ونلتقي وإياكم بكل هذه المفاهيم التي نتمناها خالدة، لأنها تجّسد التاريخ المحضون في الجغرافيا الماثلة التي تزورونها.
فهذه براد وما حولها من الكنائس، والأديار، والأوابد، والمعابد، والمدارس الفكرية اللاهوتية، ما تزال تشهد عبر التاريخ وعبق الحضارة، وتراث المسيحية الأنطاكية المشرقية.
ونشكر الله أن اهتمام دولتنا بقيادة رئيسنا المبجل الدكتور بشّار الأسد، والحكومة الرشيدة، وكل المسؤولين، يريدون أن تَبرز هذه المعالم الدينية بكل أبعادها.
أترك الكلام لسيدي صاحب القداسة مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، للترحيب بمقامكم الرفيع وزيارتكم الغالية، وأهلاً وسهلاً بكم وبصحبكم ومرافقيكم.