بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين…
بقوة الله وعنايته، يسرني جداً أن أقول بهذه الزيارة الرسولية وأعبر لكم وفي المقدمة وعلى رأس جميعكم نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها، إنني أشكر له هذه الكلمات الطيبة التي كان بها معبّراً عما يكن قلبه الواسع الكبير من محبته للكنيسة عامة، ولأبرشية حلب خاصة.
أبرشية حلب بحسب ما يشهد الجميع منظمة تنظيماً روحياً، واجتماعياً، وتربوياً، وهي في مقدمة أبرشيات الكنائس، ليس فقط كنيستنا، بل الكنائس المسيحية في سورية العزيزة، وأجرأ وأقول كنائس جميع الفئات والطوائف في سورية العزيزة.
أنا مسرور جداً بكل ما سمعته من نيافته، ون العزيزين نائبي رئيسي المجلسين العزيزين في حي السريان وفي السليمانية، نحن نعرف حلب معرفة جيدة، وجداً سررت عندما ذكرتم أيضاً المرحوم المثلث الرحمة المطران جرجس سلف أخينا الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، لأن للمطران جرجس بصمات واضحة جداً في تثبيت اسم الأبرشية بكل عمل خاص، لأنه كان إنساناً تقياً يخاف الله، وكان إنساناً غيوراً، ومحباً لسريانيته وأرثوذكسيته، وكان إنساناً دعوته يوم تأبينه قديس القرن العشرين، هذا ما جعلني أن أفخر دائماً بهذه الأبرشية العامرة، وأشكر الله الذي أقام لها رعاة صالحين استمروا في أن يمسكوا مشعل النهضة، مشعل التقوى، مشعل مخافة الله، وإن شاء الله وإلى الأبد، تكون هذه الأبرشية بهمة رعاتها السادة المطارنة، أدام الله على الكنيسة وعليكم خاصة في الأبرشية.
أما نيافة أخي الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، فهو عنوان للنشاط، عنوان للنهضة، عنوان لمحبة الكنيسة، ومحبة كهنتها، وجميع العاملين في مؤسساتها، وإني أهنئ ومن كل قلبي هؤلاء الذين انتخبهم الله ليكونوا مستمرين على رعاية هذه الأبرشية مدنياً، وروحياً، وكذلك في تمسك الناس الذين يتقدمون للخدمة بغيرة وقّادة، هؤلاء، وكما شعرت وأشعر دائماً، بأن أبرشية حلب أبرشية، منظمة تتمسك بدستور الكنيسة، وتهتم جداً بالتعاون مع راعي هذه الأبرشية.
نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، بالتعاون مع هؤلاء الذين يختارهم الله على يد هذا الراعي الجليل ليخدموا في الأبرشية، ويواكبون تقدم البلاد وازدهارها، ومحبة السلام، ومحبة التراث السرياني، والتراث المسيحي، بل والتراث السوري أيضاً. فنحن دائماً نؤمن ونكرر ذلك على الناس جميعاً أن من لا يكون مؤمناً صالحاً لا يمكن أن يكون مواطناً صالحاً، وكذلك من لا يكون مواطناً صالحاً لا يمكن أن ندعوه مؤمناً صالحاً، فهذه المعادلة تجعلنا أن نفتخر ونراها عملياً فيكم يا أبناء أبرشية حلب وتوابعها. نتمنى أن نستمر بتوجيه رعاتنا في كل الكنيسة السريانية في كل مكان وفي كل زمان، نتمنى أن نكون فخراً للمؤمنين في مكان أيضاً وفي كل زمان، لأن أبرشية حلب هي أنموذج التمسك بالدستور، والتمسك بالفضائل السامية، التمسك أيضاً بمحبة التراث السرياني العريق بالمجد والسؤدد، فنتمنى للذين أصبحوا الآن أعضاء ونائب رئيس المجلس الملي، بل للمجلسين المليين في السليمانية وفي حي السريان، نتمنى لكم التوفيق، ونصلي لأجلكم ولأجل أفراد عائلاتكم الذين يشتركون معكم طالما أنتم قد نلتم ثقة نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، راعي هذه الأبرشية، الذي نتمنى له أيضاً الصحة والعافية والتوفيق الجليل في خدمة الدين، وخدمة المجتمع، وفي سورية التي اهتم ويهتم بكل رحلاته وتمثيله الكنيسة في العالم، يهتم بأن يحافظ على اسم سورية، ويحافظ على جميع القيّم والفضائل التي تمتاز بها سورية ليكون أبناؤها مواطنين صالحين، ومؤمنين صالحين، ونتمنى لخدام الكنيسة المجالس الملية خاصة الجدد، أن يوفقهم الله ويؤاجرهم ويعطي لهم النصيب الصالح لكي يكونوا صالحين ومتمسكين بكنيستهم وخادمين أمناء لنفتخر بهم دائماً ونعمة الرب تشملكم آمين.
أيها الأحباء…
إننا بحسب تقرير آباء الكنيسة تعطى الصلاحية التامة منذ زمن قديم، لكي تكرم العاملين فيها وخاصة الرعاة، ونحن في حلب نشكر الله أن نيافة راعي الأبرشية إنسان ضحى بنفسه في خدمة الكنيسة المقدسة، ليس فقط في الأبرشية، بل أيضاً في كل مكان، يستحق هذا المكان خدمة هذا الراعي الجليل في المجتمعات المسكونية، والمجتمعات الخاصة، وفي كل ندوة، بل في كل مكان نرى فيه شهادة المسيح يسوع.
فنحن نفخر براعي هذه الأبرشية، ونعتز به كل الاعتزاز، ونرى في كل يوم ما أنعم الله عليه من مواهب سامية في رعاية هذه الكنيسة، ورعاية أيضاً المُثُل، وكل الأمور التي تجعل منه راعياً صالحاً، وراعياً ينشر الروح المسكونية، ويهتم في كل مكان بأن تبرز هذه الأبرشية، بل هذه الكنيسة المقدسة لترى فيها آباءنا الذين ضحوا في الماضي بكل غالٍ ونفيس، في سبيل الاحتفاظ باسم الرب يسوع، والحفاظ على اسم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية، وجعل هذه الكنيسة في مقدمة الكنائس، بالعمل المسكوني، بمحبة الرب، لنشر كل ما هو سامٍ، وكل ما يؤول إلى تمجيد اسم الله القدوس، إنه سيدنا يوحنا الذي أصبح اسمه كعطر في جميع الكنائس، وجميع المجتمعات، وأمام أخوتنا المسلمين والمسيحيين جميعاً، فيه وبأعماله يتمجد اسم الله القدوس، بل يتمجد أيضاً الإنسان المؤمن عندما يرى هذا العمل الذي نهتم جداً أن نتمسك به ليس فقط بالاسم، وليس فقط بالدعايات، بل عملٌ دؤوب، عملٌ مباركٌ، عمل يجعل منا نحن السريان في مقدمة كل من يسجد للرب يسوع وطريقه المقدس.
لهذا أيها الأحباء، يهمني جداً، بل أيضاً اعتز بأن أقلّد نيافة أخي الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، وسام الصليب الأكبر لمار أغناطيوس النوراني، هذا الصليب هو دلالة فقط على أن الأخ العزيز الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، سعى ويسعى، وأطال الله حياته، ليستمر في السعي لخدمة اسم الله القدوس، وتمجيد هذا الاسم، وخدمة أبناء هذه الأبرشية، بل أيضاً كل المجتمعات المسكونية في العالم في كل مكان، أقولها دائماً وفي كل زمان. فالوسام هو عبارة عن تعبير هذه الكنيسة المقدسة عن افتخارها بأحد رعاتها، وأحد أمرائها، بالعمل الذي قام به نيافته عمرانياً، ونحن نرى ذلك ونفتخر عمرانياً، وثقافياً، وروحياً، ولذلك لا نستغرب أن الرقي الحضاري في هذه الأبرشية مستمر، وما ذكر نيافته وذكرت أنا أيضاً، الرعاة الصالحين الذي أقامهم الله في هذه الأبرشية رحمهم الله وحفظ الأحياء هو عنوان وفخر للحضارة التي ورثناها من آبائنا، والرعاية الصالحة التي لمسناها من المثلث الرحمات المطران جرجس فكل من جلس على كرسي هذه الأبرشية، واستمرار ذلك بهمة عالية، وغيرة وقّادة، بفضل نيافة أخينا الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، وأبارك له على هذا الوسام الذي هو أعلى وسام في الكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية، ويعطى خاصة لرعاة الكنيسة المقدسة، أي وسام الصليب الأكبر لمار أغناطيوس النوراني الذي نتمنى أن يكون هذا الوسام لكل من يستحقه حقاً.
سيدنا المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، هو سبب بركة ليس فقط في شخصه الكريم، بل أيضاً لكل العاملين معه من إكليروس وعلمانيين، فليدم دائماً هذا المجد في هذه الأبرشية، ولسيدنا طول العمر، وليكن هذا الاسم الذي حقيقة حصل عليه، وفاز بين كل المسيحيين والمسلمين، وفي جميع الذين هم أمناء في خدمتهم في رقي هذه البلاد سورية العظيمة برئيسها الذي نفتخر فيه الدكتور بشار الأسد، ونصلي له ليل نهار، وأن يعضده الرب في خدمة هذه البلاد، وخدمة المجتمع السوري العزيز، أدامه الله ليعطيه الصحة والعافية والتوفيق الجليل، والعمر الطويل.